“حديقة حيوانات” هي بمثابة إبداع متناغم في الفضاء المادي يتصل بالوعي ويقدم بُعدًا بديلاً يلهي عن المشاكل الوجودية: مصدر تشجيع يشحن الجسم لفترة ما بالهدوء والسكينة. الحديقة، كأوتوبيا منسوجة بالأشكال والألوان في عمل واحد، تتيح للفرد الهروب لكي يتواصل مع نفسه من جديد.
فم السمكة، قرن الغزال، قثاء الحمار وعشرات أنواع النباتات التي تحمل أسماء وأوصاف حيوانات تعيش جنبًا إلى جنب وتبني عرضًا شبه خيالي – تأثير مرئي بين التصويري والتجريدي، بين الوحشي والمبيَّت، بين المرئي والمخفي وبين الواعي واللاواعي.
يثري اختيار عرض مبني على النبات كرمز لحديقة أخرى وجهة نظرنا نحو أنفسنا، نحو الحيوانات، ونحو النباتات وطريقة تعاملنا معها. تدعوك الحديقة التي تعرض تناغمًا مغرٍ إلى جانب زيادة الوعي، إلى التواصل مع الأخلاقي والأساسي، إلى هروب لا يشجع على الاستعلاء أو الاستغلال أو السجن أو التأنيس – بل هروب إلى عرض يقدم مسافة متناغمة بين النباتات والحيوانات.
يتحرك الاثنان في الفضاء، يختار الحيوانات والنباتات الهروب معًا وكل على حدة كآلية دفاع.
إيرز نافي بانا
تصوير: دافيد كدمي
)